السبت، 20 يونيو 2020

التنمر والتصدي لهذه الظاهرة


ماهو  التنمر ؟


التنمر هو أسلوب من أساليب العنف و الإساءة أو الأذى التي تتوجه من مجموعة من الأفراد او من فرد إلى مجموعة من الأفراد أو على فرد واحد حيث يكون الشخص الواقع تحت هذا الفعل أضعف ممن يقومون بمهاجمته و التعرض له بالإساءة و الإيذاء ، و يتم التنمر من خلال عدة أساليب منها التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني في كثير من الحالات و يصل إلى اعتداءات عنيفة في بعض الأحيان .

و المتنمرون يتبعون أسلوب التخويف و الترهيب تجاه الشخص الواقع عليه فعل التنمر مع الكثير من التنكيل و الاستهزاء به و التقليل من شأنه بشكل مستمر وبطريقة مستفزة و جارحة لهذا الشخص حيث أن المتنمرون يحرصون على إفساد الأجواء التي يعيش فيها الشخص الذي يمارس ضده التنمر و في أغلب الأحوال يكون فعل التنمر يحدث بدافع كره هؤلاء الأشخاص لهذا الشخص و عدم رؤيته أفضل منهم .


 

الأشكال التي يحدث بها التنمر

و يحدث التنمر في أشكال مختلفة من شخص لآخر حيث أن الشخص المتنمر يختلف أسلوبه من شخص لآخر ، و هناك عدة أشكال للتنمر و منها ، التنمر اللفظي و هذا الشكل يشمل كل أنواع السخرية و الشتائم اللفظية و الإساءات المستفزة و الغير اللائقة التي تجرح شعور الشخص الذي يتعرض لها و تستفزه.

و هناك أيضا التنمر الجسدي و الذي يشمل كل انواع الضرب من صفع و غيرها و من الأمور التي تؤذي بدنيا و منها بالطبع التحرش الجنسي مع أنها ظاهرة مستقلة ، و هناك التنمر العاطفي و الذي يستهدف عاطفة الشخص ومشاعره وهذا من خلال عدة أساليب بوضعه في مواقف محرجة بشكل دائم تؤثر بالسلب على مشاعره ، كما أن التنمر ينقسم إلى فئتين رئيستين هما التنمر المباشر وهو الذي يشمل الاحتكاك بشكل مباشر مثل الضرب والصفع و شد الشعر و الخدش و كل هذه الأفعال التي نؤذي بدنيا ، أما الفئة الثانية من التنمر فهو التنمر غير المباشر و هو يشمل أنواع التنمر اللفظي و الذي يتم فيه نشر شائعات عن هذا الشخص تجعله منبوذا من المجتمع و أيضا يشمل الإهانات المختلفة و النقد و الاضطهاد بسبب لونه أو عرقه أو دينه .

أسباب حدوث التنمر

و السبب الرئيسي للتنمر هو اختلاف الشخص عن المجتمع المحيط به مما يجعله منبوذا بينهم و ذلك كان يكون هو مميزا عنهم في لونه أو في دينه أو في عرقه فإن كل هذا يعرضه للتنمر كما أن اختلاف الطبقات قد يجعل الشخص معرضا للتنمر أيضا فلو تواجد شخص فقير في مجتمع من الأغنياء فهو سوف يتعرض إلى بعض السخرية بالتأكيد حتى لو كانت بشكل غير مباشر و هذا شكل من أشكال التنمر .

كما أن هناك سببا آخر لحدوث التنمر هو شخصية الشخص المتنمر فربما يكون هذا الشخص مر بظروف معينة جعلته شخصا عدوانيا و مؤذي بحيث يتعرض بالإيذاء لكل من حوله و يسخر منهم او يؤذيهم بالضرب أو السخرية منهم و إحراجهم و هذا الشخص يحتاج إلى تدخل و معالجته نفسيا، كما أن الشخص المنعزل عن المجتمع و الذي يكون مخالفا للمجتمع المحيط به سوف يتم معاملته بجفاء من هذا المجتمع و قد يتعرض منهم للتنمر كذلك .

أنواع التنمر 

  1. التنمر اللفظي..أي وصف الشخص ببعض الكلمات وإطلاق الألفاظ والكنيات المسيئة للشخص، أو إطلاق بعض الشتائم والتحقير والسخرية منه.
  2. التنمر البدني.. وهو تعرض الشخص لبعض الأشياء المسببة للإحراج، كالضرب، أو سرقته أو اتباع أسلوب شبيه بـ"البلطجة"، معه، وترك بعض العلامات  في جسمه.
  3.  التنمر الاجتماعي.. وهذا النوع يعتمد على القيام بسلوكيات خاطئة، ومنها نشر الشائعات والأقاويل غير الصحيحة على هذا الشخص بطريقة معتمدة.
  4.  التنمر النفسي.. وهذا يعتمد على إطلاق بعض الأفعال غير الجيدة، كالنظرات والهمسات والوشوشة وما شابه ذلك.
  5.  التنمر الإلكتروني.. وهو يتم عن طريق إرسال بعض الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتهديد و السخرية،  والتقليل من الشخص.

الآثار الناتجة عن التنمر

و الآثار التي تنتج عن فعل التنمر كثيرة و متعددة و تكون مؤذية للشخص الواقع عليه فعل التنمر بشكل كبير ، و يؤدي التنمر إلى الكثير من المشاكل و الاضطرابات النفسية مثل الانطوائية و الانعزال و القلق و الاكتئاب و الرهاب الاجتماعي ، يجعل التنمر الشخص الذي يتعرض له يرغب في التغيير و اللجوء إلى الأساليب العدائية و قد يؤدي إلى تحول هذا الشخص إلى شخص متنمر هو الأخر ،

عندما يتعرض شخص ما للتنمر يبدأ في الانسحاب من المجتمع و كل الأنشطة و التجمعات المحيطة به و يصبح شخصا منعزلا وحيدا ، و من أشد نتائج التنمر قسوة و التي تحدث بكثرة هى انتحار الشخص الذي يتعرض للتنمر حيث انه يكون معذبا ويشعر بالاضطهاد .

 إحصائيات عن التنمر في العالم

كشفت الإحصائيات التي أعلنتها منظمة اليونسكو وجود ربع مليار طفل في المدارس يتم التنمر عليهم من بين مليار طفل في العالم.
الدراسة التي أجرتها اليونسكو نظرت في عينات 19 دولة، وأثبتت النتائج أن 34% من الطلاب يتعرضون إلى التنمر اللفظي والمعاملة القاسية، و8% منهم من يتعرضون للتنمر البدني.
أوصت دراسة اليونسكو بضرورة علاج العنف المدرسي وإشراك الطلاب، وإنشاء نظم إعداد التقارير حتى يتم تحسين جمع البيانات والأدلة.

دور الأهل والمدرسة تجاه التنمر

وعلى الأهل الاهتمام بأبنائهم بشكل جيد و معرفة أفعالهم و ما يقومون به و ما يحدث لهم ، فإذا علم الأهل بأن طفلهم متنمر لا يجب عليهم التعجل بتصديق ذلك و لكن يجب وضع أسلوب مناسب لمراقبة سلوكيات هذا الطفل و هذا بالتعاون مع المدرسة بالطبع ، يجب معاملة الطفل المتنمر بشكل هادئ و الحديث معه بشكل مناسب حتى يتقبل فكرة أن التنمر شيء سيء و يجب عليه التوقف عنه و يجب شرح النتائج التي يؤدي غليها فعل التنمر .

كما يجب على الأهل معرفة المشكلة التي تسببت في أن يتصرف هذا الطفل بهذا الشكل و وضع حل لهذه المشكلة و يجب مراقبة أحواله النفسية و عدم السماح له بمشاهدة أفلام التليفزيون التي يظهر فيها عنف أو أشياء لا تليق بسنه ، كما أن للمدرسة دور كبير في هذه القضية و المدرسة مؤسسة تربوية بجانب المهمة التعليمية لها و يجب أن تتصدى المدرسة لظاهرة التنمر و ذلك من خلال وضع قواعد حازمة لها و تعريف التلاميذ بها و بالنتائج الضارة لها ، كما أنه يجب حماية كل الطلاب من التعرض لأي شكل من أشكال الإيذاء .

كيفية علاج ظاهرة التنمر

و لكل مشكلة مهما كانت صعبة او خطيرة حل و علاج ، و يمكن معالجة ظاهرة التنمر و منع حدوثها من خلال زرع الأخلاق و القيم والمبادئ الدينية في الأطفال منذ الصغر و تعريفهم بكل هذه القيم من احترام الآخرين وعدم الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال ، يجب أن يحرص أولياء الأمور على توفير الظروف المناسبة التي ينشأ فيها أطفالهم حتى ينشئوا بشكل خالي من العقد النفسية ، العمل على تقوية الثقة بالنفس لدى الأطفال حتى تتشكل شخصياتهم ،

كما إن للقنوات الفضائية دور أيضا وذلك من خلال بث البرامج الدينية وبرامج التوعية و الأعمال الفنية المناسبة للأطفال و الخالية من المشاهد العنيفة أو الألفاظ البذيئة ، مراقب استخدام الأبناء للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، وتجنب الفراغ واستغلال الأوقات في تعلم الأشياء المفيدة و تنمية المواهب لدى الأطفال أو ممارسة الرياضة ، و على الدولة سن القوانين التي تضع عقوبات صارمة على من يقوم بفعل التنمر الأشخاص و تعريضها للأذى بأي شكل ممكن .

خاتمة عن التنمر

ظاهرة التنمر من أكثر الظواهر التي تؤثر على المجتمع ، حيث أن الأخطار النفسية التي تقع على الشخص الذي يتعرض للتنمر  تعزله عن المجتمع و تجعله يفقد الثقة في نفسه و في المجتمع المحيط به وربما يلجأ لإيذاء نفسه أو الآخرين أو قد يصل الأمر إلى الانتحار ، و يجب على المجتمع بأكمله التكاتف و التعاون من أجل القضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال نشر الوعي الكافي لدى أولياء الأمور و أطفالهم و من خلال مشاركة المدارس أيضا و واجب الدولة هو معاقبة من يرتكب هذا الفعل المؤذي في حق أي شخص آخر ، و القضاء على ظاهرة التنمر يجب أن يكون على رأس أولوياتنا لان التنمر ظاهرة خطيرة لا تقل خطورة عن ظاهرة التحرش أو ظاهرة الإدمان .

هناك 5 تعليقات:

أفضل أدعية يوم عرفة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك...